مكتبة الموسوعة

كتاب الملقحات الحشرية وسبل استخدامها في زيادة الإنتاج

تحميل كتاب الملقحات الحشرية pdf

كتاب الملقحات الحشرية وسبل استخدامها في زيادة الإنتاج

لقد بدأ مشوار الكتاب عندما أنهيت مؤلف سابق عن مجموعة الحشرات النافعة والتي أشرت فيها بإيجاز عن نحل العسل والحشرات الملقحة للأزهار ضمن الحشرات النافعة الأخرى.. إن خبرة الإنسان بنحل العسل تتعدى آلاف السنين، وتربية نحل العسل في مصر معروفة منذ القدم حيث عني قدماء المصريون بتربية النحل منذ آلاف السنين وكانوا يربونه في خلايا إسطوانية من الطين وكان النحل أحد المقدسات حيث ظهر ذلك على عديد من بقايا آثارهم، ويعتبر المصريين القدماء أول من عملوا على نقل النحل حيث كانوا ينقلون خلاياهم في المراكب من الصعيد إلى الوجه البحري حتى القاهرة والعكس بحثًا وراء النباتات المزهرة.

كما عمل المصريين القدماء على مكافحة الطيور التي تتغذى على النحل، إن إنتاج العسل يشكل السبب الرئيسي في كثير من بلدان العالم لوجود وقيام صناعة المناحل، ويشكل إستخدام النحل لأغراض تلقيح الأزهار هدف ثانوي لحدٍ كبير خاصة في البلاد النامية، والكثيرون منا لا يدركون قدر أهمية نحل العسل وغيره من الحشرات في زيادة الإنتاج كمًا ونوعًا، فالإنخفاض في إنتاج المحاصيل وتأخرها والفاكهة ذات النوعية الرديئة والإنخفاض النوعي في الحبوب الهجين تنتج من عدم كفاية التلقيح.

ورغم أن هناك العديد من العناصر الملقحة للأزهار إبتداء من الذباب الصغير الذي لا يتعدى بضع مليمترات طولًا إلى أبي دقيقيات العملاقة والرياج والماء والطيور والخفافيش والطائرات.. إلخ.

إلا أن الحشرات هي أكثر تلك العناصر كفاءة والنحل من الحشرات الأكثر أهمية، ويوجد في الولايات المتحدة نحو 50 محصول تمثل ما يقرب من 60 مليون إيكر وتبلغ قيمة المحاصيل نحو 30 بليون دولار تعتمد في تلقيحها على الحشرات ومن بين تلك المحاصيل البرسيم وفول الصويا والقطن والفول السوداني والتفاح والكريز وأنواع من الموالح وكثير من الخضروات التي تشمل محاصيل تُنمى لإنتاج بذورها مثل البروكلي والكرنب وغيرها.

من المهم نعي أن ثلث غذائنا يعتمد على تلقيح النباتات كما أن الحيوانات ومنتجات الألبان تشتق من بقوليات تتطلب تلقيح بالحشرات مثل البرسيم بأنواعه إلى جانب أن كثير من الدهون والزيوت تستخرج من بذور الزيت التي تنتج من نباتات تعتمد على التلقيح الحشري ويجب ألا ننسى أن التلقيح يؤدي إلى الإنتاج المبكر للمحاصيل فيسمح بذلك بجني المحاصيل قبل تعرضها لمزيد من الآفات الحشرية أو طقس غير مناسب للإثمار.

والتلقيح الحشري هام أيضًا ليحفظ التربة خصبة لأن البقوليات التي تلقح بالحشرات تجمع النيتروجين من الهواء فتزيد بذلك من خصوبة التربة وكما سبق القول

يمثل نحل العسل أهمية خاصة كملقح للأسباب التالية:

1- يزور النحل مدى واسع من أنواع الأزهار النباتية.

2- عندما يزور النحل نوع معين من الأزهار يلتزم بإستمرار زيارته لهذا النوع لفترة مناسبة وتعرف الظاهرة بالإخلاص أو الوفاء الزهري Fidelity ومثل هذا السلوك له قيمة خاصة في نقل حبوب اللقاح بين نباتات نفس النوع.

3- يمكن نقل الخلايا لتكثيف أعداد النحل في المكان والوقت المناسب إلا أن هناك بعض القصور منها:

أ- سعي النحل لجمع الرحيق وحبوب اللقاح مرتبط بالظروف الجوية حيث يمتنع عن الخروج إلى الحقل عندما تقل درجة الحرارة عن 15 درجة مئوية وعند إشتداد الرياح لذا فإن بعض النباتات التي تزهر مبكرًا تحت هذه الظروف لا يساعد النحل كثيرًا في تلقيحها.

ب- إذا كان المحصول المنزرع (المستهدف) فقير في الرحيق ويوجد بالقرب منه نباتات غنية بالغذاء يترك النحل المحصول المستهدف مما يؤثر على إنتاج هذا المحصول.

ج- تركيب بعض الأزهار قد لا يلائم النحل فهناك أزهار ذات بتلات متحدة القاعدة أو كورولا إنبوبية طويلة لذا غدد الرحيق التي تكون في قاعدة الزهرة تصبح في غير متناول النحل، ولحسن الحظ هناك مجموعة أخرى من الحشرات خلاف نحل العسليمكنها تغطية قصور النحل في التعامل مع بعض أنواع الأزهار أو في العمل تحت ظروف خاصة مثل الطقس السيء أو تلقيح الأزهار في محميات زراعية ضيقة.

ويغطي الكتاب خلال أبوابه الأربع الملقحات الحشرية وسبل استخدامها في زيادة الإنتاج الزراعي، فيستهل الباب الأول بعرض عن الحشرات وبيولوجيا التكاثر ثم الباب الثاني وهو أكبر الأبواب عن النحل كملقحات حشرية، إن كلمة نحل طلق عادة على قليل من أنواع الحشرات التي تعيش معيشة إجتماعية والتي منها نحل العسل ونحل البامبل ونحل التريجونا، وكثير من الأنواع التي تعيش معيشة إنفرادية، وتعمدت أن أجمع في المؤلف المعلومات عن النحل وكيفية إدارته لغرض تلقيح الأزهار وعن معلومات غير متاحة في كتب النحل المعروفة وبالطبع باقي المعلومات عن أنواع النحل الأخرى وباقي مشتملات الكتاب غير متاحة أيضًا في كتب في المكتبة العربية وفي الباب الثالث تم سرد الحشرات الأخرى خلاف النحل الهامة في تلقيح الأزهار وينتهي المؤلف في الباب الرابع عن التلقيح في البيوت المحمية الزراعية.

وأخيرًا من المهم التأكيد بأن المعلومات التي إشتملها هذا الكتاب والتي خطت بالعربية لأول مرة تمثل قطرات من بحر كبير فضلت أن أجمع تلك القطرات من مستويات وأماكن مختلفة من هذا البحر في هذا المؤلف المتواضع لعلها قد توقظ من يغفل أهمية الملقحات في زيادة المحاصيل وأهمية الإهتمام بها إذا كنا فعلًا نسعى إلى زيادة في الإنتاج وإلى تحسين في نوعية المنتج، لقد كان في مصر في الخمسينيات إلى أوائل الستينيات نشاط بحثي رائع عن الحشرات الملقحة للأزهار والتي تركز غالبيتها على نحل العسل أمثال أبحاث وفا وحسانين وغيرهم ثم قل الإهتمام بهذا النشاط إلى أن وصل إلى أدناه في هذه الأيام ونأمل في المستقبل أن يرجع النشاط البحثي في هذا المجال إلى سابق عهده وإلى أن يتناول أيضًا الملقحات الأخرى خلاف نحل العسل.

تأليف

د. عصمت محمد حجازي

أستاذ الحشرات الاقتصادية

مكافحة بيولوجية

كلية الزراعة – جامعة الأسكندرية

تحميل كتاب الملقحات الحشرية – ماهيتها وسبل استخدامها في زيادة الإنتاج الزراعي pdf  اضغط هنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock