مكتبة الموسوعةمبيدات

كتاب مبيدات الآفات العامة للدكتور / محمد جمال الحجار

كتاب مبيدات الآفات العامة للدكتور / محمد جمال الحجار

كتاب مبيدات الآفات العامة للدكتور / محمد جمال الحجار

أستاذ في علم المبيدات – جامعة الملك فيصل

كتاب مبيدات الآفات العامة
كتاب مبيدات الآفات العامة

تحتل الزراعة مكاناً هاماً منذ القدم حيث أنها المصدر الأساس لغذاء الإنسان والحيوان، وفي الوقت الحاضر تبوأت مركزاً أكثر أهمية بين القطاعات الاقتصادية الأخرى، وذلك بسبب الزيادة المطردة في أعداد السكان بالإضافة إلى التغيرات المناخية التي أثرت سلباً على الكثير من الزراعات في الكثير من دول العالم وخاصة في أفريقيا. هذا أدى إلى تغير جذري في الأسلوب الزراعي، وأصبحت الاتجاهات الحديثة تعتمد على تكثيف الزراعة، والاعتماد على التوسع الأفقي للزراعة مع استخدام الميكنة، والتقانات الحديثة لرفع الإنتاجية إلى الحد الأعظمي في وحدة المساحة بناء على ذلك انتشرت الزراعات المحمية على نطاق واسع بالعالم بالإضافة إلى استصلاح الأراضي والتوسع بالزراعة نحو الأراضي الصحراوية، وذلك التلبية الطلب العالمي المتزايد على الغذاء. إن مثل هذه الإجراءات وخاصة استثمار الأرض الزراعية لأكثر من موسم زراعي خلال الحول، ساعد الكثير من الآفات سواء أكانت حشرية أو مرضية إلى التفاقم، والانتشار، والتأثير سلباً على الإنتاجية وقد يصل الضرر بكثير من الأحيان إلى ضياع كامل المحصول، وهنا لابد من أن نذكر الدور الكبير الذي ساهمت فيه وسائل النقل الحديثة، وضعف المراقبة الحجرية على المنتجات النباتية ومواد الإكثار المستوردة، إلى انتقال الآفات الزراعية الضارة بين البلدان، وانتشارها في البيئات الجديدة وبمعزل عن أعدائها الحيوية وبالتالي تفاقم ضررها وأثرها السلبي على المحصول أو العائل النباتي الذي تتطفل عليه.

سعى الإنسان منذ القدم لتفادي الضرر الناتج عن إصابة النبات بالآفات الزراعية ولتفادي الخسارة الاقتصادية بإنتاجية المحصول، وهدف نحو الحصول على إنتاجية أكبر وربح أوفر واتجه نحو أسليب مختلفة لمكافحة الآفات التي تصيب محصوله منها الزراعي ومنها الوقائي ومنها العلاجي وبطرق مختلفة. أستخدم في القرن التاسع عشر وخلال العقود الأربع الأولى من القرن العشرين وبكثرة المستحضرات الكيميائية المعدنية الشديد السمية المركبات معروفة منذ القدم بسميتها الشديدة مثل الزرنيخ وأملاحه، كما وأستخدم بعض المستخلصات الطبيعية من النباتات في مكافحة الحشرات، وأتجه في الكثير من الحالات وعند بعض الشعوب إلى السحر والشعوذة عله يحمي محصوله. لكن في بدايات النصف الثاني من القرن العشرين ومع توسع الزراعة وزيادة الطلب على الغذاء كان لابد من إيجاد حلول سريعة للسيطرة على الآفات ومكافحتها فكانت المبيدات الكيميائية العضوية بجميع أشكالها الحل الأسرع والأوفر لجميع الزراعات، وبناء على الحاجة لمثل هذه الكيماويات فقد تطور علم كيمياء المبيدات وتوسع بشكل سريع وأنتقل العالم من الاستخدام التقليدي منذ القدم لبعض المركبات المعدنية إلى ثوره في علم كيمياء المبيدات، ورصدت له الأموال الضخمة لإيجاد مركبات جديدة سهلة الاستخدام، وذات فاعلية عالية في المكافحة وهذا العلم لم يتوقف عند حد وذلك بسبب تنامي الطلب الدولي على المبيدات بالإضافة إلى أنها استثمار صناعي وتجاري رابح. أدى الاستخدام المكثف والمتكرر للمبيدات الزراعية ومبيدات الصحة العامة إلى ظهور صفة المقاومة للكثير من المبيدات عند العديد من الآفات الحشرية وغير الحشرية، هذا الأمر دفع مراكز البحث العلمي إلى الاستمرار بالعمل والتجارب لإيجاد مركبات جديدة تحل مكان القديمة تلبي احتياجات السوق والطلب المتزايد على هذه المركبات الكيميائية. إن ازدياد الطلب على المبيدات، والآثار الضارة التي أحدثتها على صحة الأنسان والبيئة المحيطة أدى إلى تنبه العالم والسعي نحو البدائل الأمنة والتي تحقق نفس الهدف الذي تقوم به المبيدات في مكافحة الآفة أو الحد من تطورها ، ولكن بضرر أقل للإنسان والبيئة. أدى التوجه البيئي في منظور المكافحة إلى ظهور تطورات متلاحقة في مجال المكافحة تهدف التخفيض ضرر الآفة إلى ما دون عتبة الضرر الاقتصادي، مع الحفاظ على البيئة وحصول المستهلك على منتج نظيف. إن السعي نحو الاتجاهات الحديثة والبيئية في مكافحة الآفات دفع مراكز الأبحاث والشركات المنتجة للمبيدات إلى الاتجاه نحو إنتاج الكيماويات المتخصصة في مكافحة الآفات والآمنة نسبياً على الأعداء الحيوية والكائنات الحية الأخرى. مما سبق نجد أنه مهما تطورت أساليب المكافحة فإن المبيدات سواء أكانت كيميائية معدنية أو عضوية أو حيوية، تبقى أحد أهم الوسائل المتبعة في مكافحة الآفات إن ترشيد استخدام المبيدات وجعل المبيد كحل أخير وليس الأول في مكافحة الآفة لا يمكن تطبيقه إلا إذا كان المستخدم على دراية كاملة بالآفة وبيئتها وتطورها، وبالمبيدات المستخدمة للحصول على أفضل النتائج وبأقل الأضرار البيئية.

هذا الكتاب يتضمن ثمانية أبواب، وللتركيز على مبدأ ترشيد استخدام المبيدات فإن الباب الأول يعطي فكرة واضحة عن المبيدات وتاريخ استخدامها وسميتها ، ومساوئها، ومميزاتها، والتشريعات الدولية الناظمة لتداولها وتوزيعها. والباب الثاني يغطي مبيدات الحشرات والباب الثالث مبيدات الأكاروسات، والثالث مبيدات النيماتودا ، والخامس مبيدات النيماتودا، والسادس مبيدات الرخويات والقواقع والسابع مبيدات الأعشاب، والثامن مبيدات الأمراض النباتية. ولكي يكون الكتاب مرجعي فقد اعتمدت على عرض الأضرار الاقتصادية التي يسببها كل نوع من الآفات النباتية مع عرض لأغلب طرق المكافحة الممكن تطبيقها بما فيها الكيميائية. كما وتم استعراض معظم المبيدات الشائعة الاستخدام وعرض تركيبها الكيميائي والمجموعة الكيميائية التي تنتمي لها ، كما وتم استعراض أهم الصفات الفيزيائية للمبيد، والتي لها أهمية خاصة سواء للباحثين أو للمستخدمين لمعرفة ثباتيه المبيد والأوساط الذي تؤثر على ثباتيته

وفاعليته، كما وتم أدراج الرقم المرجعي الدولي (CAS NR) لكل مبيد وهو يمثل رقم التسجيل الدولي للمركب الكيميائي ضمن نظام المختصرات الكيميائية، وهذا الرقم هام لكل باحث ومستخدم، وهو ذو أهمية خاصة للجهات صاحبة القرار والمسؤولة عن تسجيل المبيدات وللعاملين في الجمارك أو مراكز الحجر الزراعي حيث يتطلب فقط وضع رقم التسجيل الدولي في خدمة البحث الإلكتروني، للحصول على كل المعلومات الخاصة بالمبيد ومتطلبات السلامة واحتياطات الأمان، استعرضت في هذا الكتاب درجة السمية للمبيدات ولكن من منظور مختلف عن الشكل التقليدي الذي يعتمد على قيم LD50 ، بالإضافة لقيم الجرعة القاتلة النصفية سواء عن طريق الفم أو الجلد فقد تم تبيان درجة سمية كل مبيد حسب تصنيف WHO مع الإشارة إن كان هناك شك بأن للمبيد تأثير مسرطن حسب تصنيف الاتحاد الأوربي ، حددت درجة الخطورة من هذه المبيدات حسب الاتفاقيات الدولية ذات العلاقة بالمبيدات، حيث تم تحديد المبيدات المقيدة والمحظورة بناء على الاتفاقيات الدولية مثل اتفاقية ستوكهولم (POPs) واتفاقية روتردام (PIC) ، كما وتم وبشكل واضح استعراض آلية التأثير السمي كل مبيد ومجالات استخدامه افرد في هذا الكتاب حيزاً هاماً للمبيدات الحيوية سواء أكانت نباتية الأصل أو حيوانية، لما لمثل هذه المبيدات من أهمية في استخدامها كبدائل للمبيدات الكيميائية في مكافحة الآفات الحشرية، وتم التركيز على استعراض المركبات الحيوية المسجلة دولياً والتي أثبتت فاعليتها في مكافحة الآفات المستهدفة.

أخيراً أمل أن أكون قد وفقت بأن أضع بين يدي الطلاب والمهندسين والباحثين والعاملين في مجال المبيدات والمزارعين مادة علمية مفيدة، يمكن العول عليها ، وبما أن الكمال الله سبحانه وتعالى فإنني ارجوا المغفرة لأي هفوة أو تقصير يمكن أن يجده القارئ في كتابي هذا مرحباً وبكل تقدير بأي ملاحظة تهدف للتطوير نحو الأفضل.

الله ولي الأمر والتوفيق

 

محمد جمال تيسير حجار

أستاذ المبيدات والسموم

كلية العلوم الزراعية والأغذية

جامعة الملك فيصل

المملكة العربية السعودية

لتحميل كتاب مبيدات الآفات العامة للدكتور / محمد جمال الحجار  اضغط هنا

 

منشور مكافحة ذبابة ثمار الزيتون

كتاب البعوض – دراسة ايكولوجية ومورفولوجية للبعوض في مصر

معالجة الحشرات في الحبوب المخزنة – مشروع تخرج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock